حلقة 13
عاطف السادات
13 مارس 1948 – 6 اكتوبر 1973
مسقط رأس: القاهرة من أسرة ترجع لميت أبو الكوم – المنوفية
العديد والعديد من الكلام تم كتابته طوال السبعة والثلاثين عاما الماضية عن شهداء أكتوبر، وعن الشهيد محمد عاطف السادات تحديدا بحكم أمرين أولهما بالطبع أنه شقيق رئيس الجمهورية، وثانيهما كونه الشهيد الوحيد من أفراد الطلعة الجوية الأولى (التي أصبح بطلها لاحقا شخص آخر). والحديث مجددا عن النصر والشهادة أمر مكرر، فلنتحدث قليلا عن الهزيمة والحياة.
عن شاب وسيم عاش على وجه الأرض لربع قرن، هي بالضبط سنوات الحروب المصرية الإسرائيلية المباشرة، عن شاب قضى حياته يتعلم قضية شارك بدمه في حسمها. وحياة عاطف السادات القصيرة التي لا نعرف عنها الكثير لابد وأن تجعلنا نفكر قليلا في شكل المجتمع الذي جعل شاب شقيقه الأكبر هو نائب رئيس الجمهورية ينهي دراسته الثانوية فيقرر الالتحاق بالكلية الجوية بدلا من أن يدرس (مثلا وكما هو حادث الآن) في إحدى جامعات أوروبا. ثم يصر بعدما يصبح شقيقه هو الرئيس أن يواصل حياة الجندية بحذافيرها، بل ويصر على الاشتراك في الطلعة الأولى ليقاتل فيها ببسالة كما فعل كل أقرانه بالجيش لترتوي الرمال بدمه ودم من معه من رجال.
تخيل معي شخص بنفس ظروف عاطف الأسرية حاليا، وتأكد من أننا حاليا لسنا في حالة حرب يخشي فيها الشاب على حياته، وفكر معي في الطريق الذي كان شاب مثله ومن أسرة كأسرته سيختاره. الدراسة في الخارج؟ ثم مشروع تجاري ضخم ربما يكون توكيلا عالميا لسلعة؟ ولماذا لا تكون هذه السلعة سلاحا على سبيل المثال؟ لا أعرف سيناريو محدد ولكني متأكد من أن الاختيار لن يكون الجندية. ولا أعرف حقيقة إذا ما كانت العسكرية نفسها لم تعد مضربا للفخر، أم أن افتقاد الهدف القومي هو ما قادنا لهذا الحال. لكن لا يمكن ألا أسأل نفسي إذا ما كنا في حاجة لحرب جديدة لينبت فينا عاطفا جديدا؟ أم أن الحرب وقتها ستكون مجرد وسيلة لتزداد مليارات أصحاب نفس ظروفه الأسرية حاليا؟
No comments:
Post a Comment