حلقة 18
بهجت عثمان
1931 – 3 يونيو 2001
مسقط رأس: بولاق – القاهرة
هي المرة الأولى التي أخرق فيها قانون التواريخ تلبية لرغبتي في الكتابة عنه، فاقنعت نفسي أن تاريخ ميلاده المجهول هو تاريخ اليوم!
بالصدفة وقع تحت يدي اليوم كتابي كاريكاتير للرسام بهجت عثمان أو "بهاجيجو" كما كان يحب أن يطلق عليه، الأول هو كتاب "حكومة وأهالي وخلافه" والثاني هو "الديكتاتورية للمبتدئين"، بسرعة خارقة استمتعت بالكتابين شديدي البساطة والإمتاع والتركيز، وبعدها انطلقت افتش على صفحات الانترنت لأقرأ كل ما كتب عن بهجت، وكل ما هو منشور من رسومه على صفحات الانترنت من أجل محاولة العثور على جديد أكتبه في هذه السطور.
ومشاهدة رسوم بهجت تغريك (كما هي العادة مع رسامي الكاريكاتير المتميزين) أن تتحدث عن روح الطفولة البارزة التي تطغي على العمل المحمل بمعاني كبيرة ومهمة، المعاني والملاحظات الذكية التي تغريك هي الأخرى بالحديث عن قوة ملاحظة الرسام ونظرته الثاقبة التي جعلته يرسم قبل ربع قرن أوضاعا سياسية لا تزال موجودة حتى يومنا هذا. ولكني فضلت أن أترك هذه التقليديات وأختار ثلاثة لمحات كفيلة بتوضيح الفيلسوف داخل هذا الرجل الذي فهم الحياة عن حق..
اللمحة الأولى حكاية حكاها الناقد الكبير على الراعي عن حديث أجراه بهجت مع التلفزيون السوري ليسأله المذيع عن سر تراجع فن الكاريكاتير في العالم العربي، فرد بهجت بمنتهى التلقائية: "لان ما يجري الان على الساحة يفوق قدرة أي فنان على رسم الصور الكاريكاتورية"!
اللمحة الثانية هي توقفه في سنوات عمره الأخيرة عن رسم الكاريكاتير والاتجاه بمشروعه الفني نحو الرسم للأطفال وزرع القيم داخلهم، وهو ما فسره أنه وجيله عاشوا عمرهم محاولين تحقيقي مقولة "نحو غد أفضل" ليكتشفوا أنهم كانوا موهومين بإمكانية تحقيق ذلك في ظل الوضع الراهن، فقرر أن يغير شعاره إلى "نحو بعد غد أفضل" كي يزرع في الأطفال صورة المجتمع الذي كان يتمنى أن يراه أثناء حياته!
اللمحة الثالثة هي مجموعة من تعليقات رسومه باهرة الجمال شديدة العمق، فهاهو رجل يخبر صديقه بأنه احتفل بعيد الشرطة قائلا "صحيت الفجر فتشت الشقة وبهدلتها وخدتني قلمين ونمت".. وآخر يقترح بأن "يسلموا التموين والمواصلات للداخلية عشان يوحدوا التعذيب".. وثالث يقترح "العودة لاستخدام الورق في بناء العقول، والدبش والزلط في بناء العمارات لأن الانهيار يحدث بسبب العكس في الاستخدام"!!!
أرجوكم حملوا كتب بهجت عثمان الكاريكاتورية، وابحثوا عن رسومه على موقع جوجل
No comments:
Post a Comment