حلقة 16
محمد فوزي
18 أغسطس 1918 – 20 أكتوبر 1966
مسقط رأس: كفر أبو الجندي – طنطا – الغربية
بإمكاني أن أجد لك عشرات الأشخاص ممن يكرهون أم كلثوم، أو يثير صوت عبد الحليم أعصابهم، أو يجدون وردة زاعقة الصوت غير ممتعة، فدائما ما يوجد لأي فنان ناجح محبين وكارهين، ولكن محاولة العثور على شخص لا يحب محمد فوزي (ولن أقول يكرهه) هي أمر عسير ستدرك إذا ما حاولت فعله سر هذا الطفل الكبير: حب الناس.. تلك الهبة الربانية التي لا يمكن تعلمها أو استيرادها.. والتي منح الله لفوزي أسرارها.
مختلف بشدة هو، عسير على التقليد، لأنه لا يشبه غيره ويصعب جدا أن تشبهه، غني فدخل قلوب الجميع من العاشقين المتيمين إلى الأطفال المشتعلين بالحياة، ومثل فصار أحد أنجح المطربين الممثلين في تاريخنا بموهبته الفطرية وخفة ظله التي لا تقاوم، ولحن فأهدى المكتبة العربية بألحان متنوعة بصورة مذهلة: من الرومانسي الحالم في "يا اعز من عيني" لليلى مراد، إلى الرومانسي خفيف الظل في "مال القمر ماله"، إلى الشعبي في "ساكن في حي السيدة"، وحتى أغنيات الأطفال الخالدة وعلى رأسها بالطبع "ماما زمانها جاية".
هذا بالإضافة لوقوفه كهرم شامخ من أهرام الصناعة الوطنية المصرية، وحكاية شركة "مصرفون" التي أسسها لا يزال الجميع يتداولونها: الشركة التي حطمت الاحتكار الأجنبي لسوق الاسطوانات، كان الأجانب يحتكرون بيع الاسطوانات بسعر جنيه للاسطوانة الهشة سهلة الكسر التي يمكن التسجيل على وجه واحد منها، فجاء فوزي ليهدي المصريين اسطوانة مقاومة للكسر يمكن التسجيل على وجهيها وبسعر 35 قرشا فقط!!.. وهو أول من أسس نظام التعاقد مع المطربين ليحصلوا على نسب من مبيعات أغنياتهم فكان الإرهاصة الأولي في الشرق الأوسط لمفهوم حق الأداء العلني. "مصرفون" التي أسسها فوزي الفلاح ابن محافظة الغربية بعرقه ودمه ووضع فيها كل ما يملك، والتي استيقظ يوما ليجدها قد تم تأميمها مثل مصانع الإقطاعيين لتكون الضربة التي أدخلته دوامة المرض حتى اختطفه الموت.
شاهد واستمع لاغنيات والحان محمد فوزي
No comments:
Post a Comment