Saturday, October 16, 2010

حلقة 15 - عبد الحليم محمود

حلقة 15

عبد الحليم محمود

12 مايو 1910 – 17 أكتوبر 1978

مسقط رأس: أبو أحمد – بلبيس – الشرقية

تحل غدا الذكرى الثانية والثلاثين لرحيل الإمام الأكبر عبد الحليم محمود شيخ الأزهر وباعث نهضته ومستعيد هيبته. رجل الدين الاسثنائي الذي تحمل سيرته ثلاثة ملامح هامة تلخص كل ما تعانيه حاليا مع علماء الدين (أو لنقل الشيوخ لأن وصف معظمهم بعلماء الدين ظلم لهم وللدين!). الملمح الأول هو الانفتاح على الآخر وطلب العلم الحديث، فالرجل القروي الأزهري اختار أن يسافر على نفقته الخاصة لينال شهادة الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية من فرنسا، لم ينغلق على ذاته ويكفر الغرب بل ذهب بإراداته الحرة لينهل العلم ويعود مالكا لغة وثقافة ما كان لينالها لو أصر على البقاء، ويظل طيلة عمره يكتب بالعربية والفرنسية ليثري المكتبة الإسلامية بأصول وليست تراجم.

الملمح الثاني هو احتضان الآخر ونبذ الخلاف والفرقة، لن أتحدث عن دوره في تقريب وجهات النظر بين المغرب والجزائر في أزمة الصحراء المغربية ولا عن نبذه للحرب الأهلية اللبنانية ومجهوداته لإيقافها، ولكني سأهتم أكثر باحتضانه للصوفية، فأصبح التصوف والسنة في عهد شياخته رافدان للثقافة الإسلامية يجمعهما قلعة عظيمة هي الأزهر الشريف. لم يكفر الفرق الأخرى ولم يصمها عبر الفضائيات بالتخلف والشذوذ والمعاصي، بل جمع الكلمة تحت مظلة واحدة.

الملمح الثالث وهو الأهم أنه مثال للشيخ الذي عرف يقينا أن خير الجهاد هو كلمة الحق عند سلطان جائر،فلم يخش أن يتخذ مواقفا حاسمة وقاطعة في وجه رئيس الدولة، فرفض بشكل قاطع محاكمة المدنيين أمام محكمة عسكرية حتى لو كان هؤلاء المتهمين من جماعات التكفير والهجرة، ووقف في وجه قانون الأحوال الشخصية الذي رآه مخالفا للشريعة بالرغم من تأييد زوجة الرئيس للقرار لينتصر هو ويتم تغيير النقاط التي اعترض عليها، ثم وقف في وجه الرئيس السادات عندما أراد أن يقوض سلطة شيخ الأزهر ويسلبه مسئولياته، فاستقال ورفض استلام مرتبه وفشلت كل مساعي دفعه للتنازل أو المهادنة لتكون النتيجة هي انصياع الرئيس وتراجعه عن القرارات. الأمر لا علاقة له بالعناد أو الإصرار على الرأي بقدر ما به من خلق العلماء بقول الحق والعمل به ولو كره أصحاب السلطة، الرجل وقف خلف ما يراه صحيحا حتى النهاية، فلم تكن مواقفه هزيلة هشة متلونة بلون الحاكم، ولم يبتعد عن شئون الحكم ويتركها ليفسدها الساسة لينشغل بالعلوم الشكلية وطرق ارتداء الملابس وأداء العبادات، وبكل تأكيد لم يلق بفتوى سجلت بالصوت والصورة ليخرج بعدها بأيام مذعورا يكذب بكل جبن ما هو مثبت للجميع خوفا من بطش أو عقاب!

حمل عدد ضخم من مؤلفات وتراجم الإمام الأكبر

المجموعة الأولى (12 كتاب)

المجموعة الثانية (10 كتب)

المجموعة الثالثة (9 كتب)

المجموعة الرابعة (8 كتب)

No comments:

Post a Comment