حلقة 5
اسماعيل ياسين
15 سبتمبر 1912 – 24 مايو 1972
مسقط رأس: السويس
اليوم هو ذكري ميلاد سُمعة الثامنة والتسعين.. حتى وقت قريب كنت أتخذ موقفا عدائيا من أفلام اسماعيل ياسين باعتبارها أفلام ساذجة ومسطحة، ظللت على ذلك حتى وقع تحت يدي كنز عبارة عن ملف يحتوي على ما يزيد عن المائة من المونولوجات التي غناها ياسين من كلمات العديد من كبار الزجّالين المصريين، التجربة الممتعة قادتني لإعادة النظر في ظاهرة اسماعيل ياسين الحياتية والفنية. الظاهرة الحياتية تحدث عنها الكثير باعتباره النموذج الأوضح في تاريخنا للمهرج التقليدي الذي يُضحك الجميع بينما يبكي هو، بحياته المليئة بلحظات التألق والأفول، ونهايته المفجعة بعدما كان نجما ملء السمع والبصر. أما الظاهرة الفنية فقد أهملها الكثيرون وأقتصروا على وضع اسماعيل ياسين ضمن قوائم المضحكين الجسديين أو كوميديانات المبالغة اللفظية والحركية –الفارص كوميدي-، بينما أن الدراسة المتأنية توضح أن في الأمر ظلما كبيرا لرجل كان بإمكانه إن أراد أن يقدم أشكالا مختلفة من الأدوار (لاحظ هنا أنني أتكلم عن زمن سمح لياسين بتقديم 48 فيلم خلال ثلاثة أعوام فقط من 52-54)، ولكن ياسين ارتضى أن يلعب حتى النهاية اللعبة المعكوسة: أن يجعل من المشاهد بطلا للفيلم، فالمشاهد دوما هو الأكثر وسامة وذكاءا وخبرة بالحياة (حتى ولو كان الواقع غير ذلك)، بينما يجسد هو النقيض تماما ويرضي بمكان مضاد يمكنه باستمرار من إدخال السعادة في قلوب مشاهديه. ليكون بذلك هو أول ضد بطل "Anti-Hero" حقيقي في تاريخنا السينمائين ويجعل من تشبيه الكوميديا الخاصة به بكوميديا مهرج مثل محمد هنيدي يدعي كل عام أنه قد غير من جلده لمناقشة قضايا هامة بينما يبلل ملابسه في السر رعبا من إحداث اي تغيير في التركيبة التي نجح بها في التسعينات ثم فشلت معه مرات ومرات.
شاهد مقاطع متنوعة لاسماعيل ياسين
حوار اذاعي مع اسماعيل ياسين في برنامج جرب حظك مع الاعلامي طاهر ابو زيد
أداء ياسين الشهير لاغنية عبد الحليم: في يوم من الأيام
استكش مستشفى المجانين من فيلم المليونير
No comments:
Post a Comment