Monday, November 22, 2010

حلقة 29 - سيد مكاوي

حلقة 29

سيد مكاوي

5 مايو 1926 – 21 أبريل 1997

مسقط رأس: الناصرية – السيدة زينب - القاهرة

هل الصوت البشري كائن له صفات؟ وهل يمكن أن يكون للصوت شخصية واضحة؟ وهل يمكن أن يكون هناك صوت مبهج بطبيعته دون أن يحتاج لأي كلمات يقولها؟ وهل من الجائز أن تسمع صوتا لتخيل صاحبه والابتسامة لا تفارق شفتيه؟ ابتسامة المحب العاشق لما يفعله، والمبدع الاستثنائي الذي يعلم أن كل الجالسين أمامه ينظرون له بحب وحتى لم يراهم، وصاحب المزاج الذي يغني لكي "يسلطن" نفسه قبل أي شخص آخر!

إذا كنت تشك في كل ما سبق فأنت ببساطة لم تحظ بمتعة سماع سيد مكاوي، أكثر من غنى في تاريخنا بهجة، وصاحب أجمل ابتسامة مسموعة، وصاحب البصمة الأوضح في الموسيقى المصرية. ليست البصمة الأوضح باعتبارها دشنت تيارا تاليا أو غيرت في شكل قديم، ولكنها الأوضح لأن سيد مكاوي هو الملحن الوحيد تقريبا الذي لا يمكن لأي مستمع أن يخطئ تمييز لحن له حتى ولو كان يسمعه للمرة الأولى، وعلى مدار تاريخنا الموسيقى العريض شهدنا العديد من المبدعين ممن فاقوه موهبة وإنتاجا، ولكنه يقف بينهم متوجا بامتلاك مشروع موسيقي حقيقي يجعله يبتعد كثيرا عن المقارنات لأنه باختصار لا يشبه أحدا ولا يمكن لأحد أن يشبهه.

السمة السابقة جعلت ألحان سيد مكاوي تمتاز بشيء فريد هو حضوره الدائم فيها بغض النظر عن المغني، ستستمع كثيرا بوردة في ألحان بليغ وعبد الوهاب لكن صوتها سيمحى من ذهنك وأنت تستمتع ل "أوقاتي بتحلو" أو "شعورى ناحيتك" ليضع عقلك تلقائيا صوت سيد مكاوي بدلا منه، وستستغرب وأنت تجد نفسك غير قادر على تمميز صوت صباح المليء بالدلع يغني "أنا هنا هنا يابن الحلال" من شخصية الرجل الضرير التي تقفز من داخل كل حرف في الاغنية، وستكتمل دائرة الدهشة عندما تجد أن (يا مسهرني) هي الأغنية الوحيدة في مشوار أم كلثوم التي تختلف تماما عن باقي مشروعها الغنائي، فسيد مكاوي ببساطة هو الشخص الوحيد الذي تمكن من استخدام أم كلثوم –وما أدراك ما هي- لتصبح مجرد محطة في مشروعه الموسيقى الفريد!

No comments:

Post a Comment